كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 2)
الشاب حتى تحدث - صلى الله عليه وسلم - عنه .. فظن الناس أنه يتحدث عن نفسه .. شاب ليس له سرير سوى سواعد محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وقلبه
شاب اسمه جليبيب
يتحدث عنه أنس بن مالك فيقول: (كان رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له: جليبيب، في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التزويج، فقال: إذا تجدني كاسدًا، فقال: غير أنك عند الله لست بكاسد) (¬1).
كان جليبيب ظريفًا يهوى المزاح والدعابة .. لكنه لا يملك المال ولا الجاه ولا النسب .. لكن ذلك كله لا يهم ما دام النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتبره جزءًا منه .. ويتحدّث نيابة عنه .. ما دام يملك مساحة في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. تحدّث عنها الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي .. فقال:
(إن جليبيبًا كان امرأً يدخل على النساء يمرّ بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي:
لا يدخلن عليكم جليبيب، فإنه إن دخل عليكم لأفعلن .. ولأفعلن. وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم (¬2) لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أم لا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من الأنصار: زوجني ابنتك. فقال:
¬__________
(¬1) سنده صحيح رواه أبو يعلى (6/ 89) (حدثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي حدثنا ديلم بن غزوان، حدثنا عن ثابت عن أنس .. وثابت تابعي ثقة سمع من أنس وتلميذه سمع منه وهو صدوق -التقريب (1/ 236) وكذلك شيخ أبي يعلى فهو ثقة من رجال الشيخين- السابق (2/ 148).
(¬2) فتاة عزباء.