كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

أصدق من محمد. ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه، حتى جاء النوم فحاطوا عتباهم ووسطوه بينهم. وناموا، فجاءهم الأسد يشنشق غروبتهم رجلاً رجلاً، حتى انتهى إليه فضغمه ضغمة فقتله.
ومنها ما روى عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة، فنظرت إليها، وقد ذهب الدم من وجهها وعلتها الصفرة من شدة الجوع فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم فأدناها، فوضع يده على صدرها وفرج أصابعه ثم قال (اللهم مشبع الجماعة ورافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد) قال عمران: فنظرت إليها وقد علا الدم على الصفرة في وجهها، فلقيتها بعد، فقالت: ما جعت يا عمران.
ومنها ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لعلي رضي الله عنه قال: (اللهم أذهب عنه الحر والبرد) فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف قال: لا وجدت حرًا ولا بردًا يومئذ.
ومنها خبر يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن بلال رضي الله عنه قال: أذنت في ليلة باردة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أذهب عنهم البرد).
قال: فرأيتهم يتروحون.
ومنها خبر ترويه أم جندب رضي الله عنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي جمرة العقبة ثم انصرف، وتبعته امرأة من خثعم ومعها صبي أصابه بلاء، فقالت يا رسول الله، هذا ابني وبقية أهلي وإن به بلاء لا يتكلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أئتوني بشيء من ماء، فأتي بماء فغسل يديه ومضمض فاه، ثم أعطاها فقال: اسقيه منه، واستسقي الله له) فلقيت المرأة من الحول، فسألتها عن الغلام فقالت: برأ وعقل عقلاً ليس لعقول الناس.
ومنها حديث ابن أبي العاص رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء

الصفحة 101