كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

يخور خوار الثور، فقالوا: ما أجهز عليك إنما هو خدش. فقال: والذي نفسي بيده لو كان الذي في بأهل ذي الحجار لقتلهم، أليس قد زعم أنه يقتلني والله ما كذب.
ومنها ما روى أن عين قتادة بن النعمان أصيبت يوم أحد حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أحسن عينيه وأبصرهما.
ومنها أن حنظلة بن الراهب استشهد يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة). وقال أبو سيد: فنظرنا فإذا رأسه تقطر ماء، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأرسل إلى امرأته فسألها، فأخبرته أنه خرج وهو جنب.
ومنها ما ورد به القرآن من ذكر الريح التي أرسلت قبل كفار قريش لما ورد المدينة وتحصن أهلها منها بالخندق، قال الله عز وجل:} يا أيها الذين آمنوا، اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود، فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها {.
وروى أن الريح التي أرسلت عليهم لم تدع لهم مضربًا إلا أسقطته، ولا قدرًا إلا أكفأته، ولا رمحًا منصوبًا إلا وضعته، فكان يتعلق بأوتاد فسطاطه وخيمته، فلا يمكنه ضبطها ولا إمساكها والمسلمون هنالك لا يفصل بينهم وبين أولئك إلا الخندق وهم سالمون من أذى الريح آمنون.
ومنها ما روى في غزوة بني المصطلق، أنه هاجت ريح شديدة أشفق الناس منها، فقيل (يا رسول الله، ما شأن هذه الريح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات منافق عظيم النفاق، لذلك عصفت، وليس عليكم منها بأسًا إن شاء الله).
فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد أخا بني قنيقاع، وكان من عظماء اليهود وكهفًا للمنافقين مات ذلك اليوم.

الصفحة 105