كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

ومنها ما روي في هذه القصة أن الناس جمعوا أظهرهم، وفقدت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسعى لها الرجال يلتمسونها، فقال رجل من المنافقين أفلا يحدثه الله بمكان راحلته، فأنكر عليه أصحابه وسبوه. فأقام المنافق معهم شيئًا، ثم قام وتركهم، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس الحديث، فوجد الله، قد خبره حديثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافق يسمع. (إن رجلاً من المنافقين شمت إن ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ألا يحدثه الله بمكان ناقته، وإن الله قد حدثني بمكانها، وإنها في هذا الشعب المقابل لكم، قد تعلق وحابها بشجرة فجاءوا لها، وأقبل المنافق حتى أتى النفر الذين سمعوا قوله، فوجدهم لم يتفرقوا ولا حضر أحد منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبات وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعترف بذنبه واستغفر له).
ومنها ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم اكمدي طلول فوضعت بطنها على الأرض فأخذ حفنة من تراب، فرمي بها وجوه المشركين، وقال: (شاهت الوجوه). فأخلق الله منها إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا فانهزموا.
ومنها إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا خيبر قال: (لأعطين الراية عبدًا يحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه فلما أصبحوا، أقبل علي رضي الله عنه يشتكي عينه، فأرسل إليه فتفل في عينه، قال سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. فرأيتها صحيحة ما بها من علة. ودفع إليه الراية، فلم يرجع إليه حتى فتح عليه).
ومنها ما روى أبو هريرة رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر لرجل يدعى الإسلام ممن معه. إن هذا في النار. فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح. فجاء رجل فقال: يا رسول الله أن الرجل قد قاتل في سبيل الله أشد القتال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما أنه من أهل النار فكاد بعض الناس يرتاب. فبينما هو كذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح، فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها سهمًا فانتحر

الصفحة 106