كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

فتأخذه) فخرج خالد رضي الله عنه، حتى إذا كان من حصنة بمنظر العين في ليلة قمراء صافية، وهو على سطح له مع امرأته، فصعد على ظهر الحصن وقينه تعينه، ثم دعا بشراب. فأقبلت البقر تحك بقرونها باب الحصن وأشرفت امرأته على الحصن فرأت البقر فقالت: ما رأيتك الليلة. هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: فمن ترك هذا؟ لقد كنت أضم الخيل، فإذا أردت أحدها شهرا، ثم اركب بالرجال والالة. فنزل وأمر بفرسه فأسرج، وأمر بخيل فأسرجت، وركب معه نفر من أهل بيته وأخوه حسان، ومملوكًا له، فخرجوا من حصنهم بمطاردهم، فلما فصلوا من الحصن وخيل خالد تنظر إليهم لا يصهل منها فرس، فأخذته الخيل فاستأسر وقابل حسان حتى قتل.
ومنها ما روى عبد الله بن عبيد أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فمروا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا قبر أبي رغال، وكان من قوم ثمود، فلما أهلك الله قومه منعه لمكانه من الحرم، فخرج فلما بلغ هذا الموضع مات. فدفن ودفن معه غصن من ذهب) فابتدرنا فاستخرجناه.
ومنها أخباره: بالكوائن التي تكون من بعده، وبأمور وقعت لا في بلده ولا في حضرته فكان كما قال:
ومنها قوله: صلى الله عليه وسلم لسراقة بن جعثم، وقد نظر إلى ذراعيه. (كأني بك وقد ألبست سواري كسرى) فألبسهما إياه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تفتح عليكم الآفاق ولتصبن عليكم الدنيا صبا، ولتكثرن عليكم الخبز واللحم حتى لا تذكر على كثير منه اسم الله تعالى).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا امتنت أمتي المطيطاء وجد منهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم، سلط الله على خيارهم شرارهم) وقوله صلى الله عليه وسلم: وقد أشرف على أطم من أطام المدينة.

الصفحة 108