كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

ومنها ما أخبر صلى الله عليه وسلم ابن عباس من أن بعده سيذهب، فذهب بعده، وأنه يغرق، فغرق في بحيرة الطبرية ثم نجا.
ومنها ما روت أم سلمة قالت أهديت لي قدرة من لحم، فقلت للخادم: ارفعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجيء فنقدمها بين يديه. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت للخادم: قدمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرة من اللحم، فجاءت بها فأرتها أم سلمة فإذا هي قد صارت مروة حجر. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالك يا أم سلمة؟ فقصت عليه القصة فقال: (لعل قام على بابكم سائل فاهنتموه؟ قالت: أجل يا رسول الله. قال: إن ذاك لذلك).
ومنها ما روى عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إن أبي أخذ مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذهب فائتني بابيك فنزل جبريل صلوات الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقرئك السلام، ويقول لك. إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه فما سمعته أذناه. فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعاه من هذا. أخبرني عن شيء قلته في نفسك فما سمعته أناك؟ فقال الشيخ: والله يا رسول الله ما تراك تزيد ما بك يقينًا، قلت في نفسي شيئًا فاسمعته أذناي. فقال: قل فأنا اسمع. قال: قلت:
غذوتك مولودًا وعلتك يافعًا ... لعل بما أحنى عليك وتنهل
إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت ... لسمعك إلا ساهرًا أتململ
كاني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني فعيني تمهل
تخاف الردى نفسي عليك وأنها ... لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما فيك كنت أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إن لم ترع حق أبوتي ... كما يفعل الجار المجامل يفعل

الصفحة 115