كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

قال فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد ابنه وقال أنت ومالك لأبيك. ومنها ما روى محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فتفرقنا في ليلة ظلماء، فأصاب أصابعي حتى جمعوا عليها ظهورهم.
ومر آياته صلى الله عليه وسلم ما ظهر بعد موته:
فروى أنهم لما أرادوا غسله سمعوا نداء ألا تنزعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ويروى أنهم أتاهم في وقت التعزية آت يسمعون ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم، إلا أن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا وإياه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله.
وروى أن عمر رضي الله عنه خرج بالعباس رضي الله عنه لما قحطوا يستسقي به فقال: اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقينا به سقينا، وإنا نتوسل نعم نبيك فاسقنا، فسقوا وروى عن سفينة قال: ركب البحر فانكسرت السفينة، فخرجت على لوح فرماني إلى أجمة، فأقبل الأسد يتمطى. قلت أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فخضع برأسه، وجعل يدفعني أمامه حتى افاضني على الطريق ثم همهم وولي عنهم.
وإعلام الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، ومما كتب ما يحقق أنه صلى الله عليه وسلم أكثر الرسل إعلامًا، وإن من إعلامه ما لا يوجد في إعلام غيره، مما ينحو نحوه اختراع الأجسام فعله الله تعالى لأجله وليكون حجة على من يشك في نبوته، دلالة ظاهرة على فضله وأربابه على معاني الكرامة على غيره.
ومما يدل على فضل نبينا محمد المصطفي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يخاطبه في القرآن قط إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الرسول أو لم يناده باسمه، بل قال: {يا أيها

الصفحة 116