كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

وعن عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال: (إذا صليتم علي فقولوا: اللهم صلي على محمد النبي، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا عليه الصلاة وقولوا: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وزكاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد).
فصل
إن سأل سائل عن معنى الصلاة والتسليم والمباركة والرحمة قيل له: أما الصلاة باللسان فهو التعظيم، وقيل الصلاة المعهودة سميت صلاة لما فيها من حني النبي صلى الله عليه وسلم وهو وسط الظهر، انحناء الصغير للكبير إذا رد تعظيم منه له في العادات.
ثم سموا أيضًا قراءته صلاة، إذا كان المراد منه عامة في الصلاة من قيام وانحناء وسجود وقعود وقراءة وتسبيح وثناء على الله عز وجل، تعظيم الرب فاتبعوا عامة الأقوال، والأفعال الانحناء، وسموها باسمه، فسموا كل دعاء صلاة إذا كان الدعاء تعظيمًا للمدعو بالرغبة إليه والثناء بين له تعظيمًا بابتغاء ما ينبغي له من فضل الله تعالى وجميل نظره.
وقيل: الصلاة لله والأذكار التي يراد بها تعظيم المذكور والاعتراف له بجلال العبودية

الصفحة 133