كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

على أهله، إذا زفت امرأته إلى بيته، وقد قال الله عز وجل:} فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا وينقلب إلى أهله مسرورًا {أي إلى التي قضى أن تكون أهله وهي زوجه، وقد يستعمل اسم الأهل للولد كما قال نوح عليه السلام:} إن ابني من أهلي {.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (أنت أول أهلي لحوقًا بي). وسأله العباس وعلي رضي الله عنهما: أي أهلك أحب إليك؟ قال: (أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد، ويدعى سيد الأمة أهلها).
قال الله عز وجل في الإماء:} فانكحوهن بإذن أهلهن {يعني بإذن سادتهن. فكذلك يجوز أن يعار الأزواج اسم الآل، وخصوصًا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لأن اتصالهن به غير مرتفع، وهن محرمات على غيره في حياته وبعد وفاته فالسبب الذي لهن قائم مقام السبب. ويجوز أن يسمين لذلك آله، إلا أن هذا تشبيه، وتشبيه أهل النسب به تحقيق. وكذلك الموالي المعتقون يجوز أن يدعو آلا للذين أعتقهم، لأن الولاء الذي له عليهم قائم مقام التسبب لا يحتمل القطع ولا الفصل والله أعلم.
ومما جاء في تسمية الأزواج آلا، ما روي في الأخبار، قالت عائشة رضي الله عنها: ما شع آل محمد مذ قدموا المدينة ثلاثة أيام متتابعة من طعام حتى قبض، وإنما أرادت بذلك الأزواج، يدل على ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "والذي نفس أبي هريرة بيده ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا" فعلمنا بهذا أن أزواجه اللائي كان عليه إشباعهن لأمر لم يكن يلزمه نفعته من قرابته.
ومما جاء في المولى ما روى عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأهله، فذكر عليًا وفاطمة وغيرهما، قال ثوبان، قلت: (يا نبي الله أمن أهل البيت أنا؟ فسكت. ثم قلت: يا نبي الله أمن أهل البيت أنا؟ فقال في الثالثة: ما لم يقم على باب سيده، أو يأتي

الصفحة 139