كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين فإنه لا يتبغ بكم الدم). وقال مكحول لرجل شكا إليه الصداع: (احتجم وسط الرأس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم ويسميه منقذًا). وروى عنه صلى الله عليه وسلم. (نعم العبد الحجام، يذهب بالدم، ويخف الصلب ويجلو البصر) وروى أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه جاء يعود المقفع بن سناء فقال له: ما تشتكي؟ فقال: جراح منعني النوم. فقال جابر: يا غلام ادع لنا حجامًا. فقال المقفع: وما تصنع بالحجام؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن كان شيء في أدويتكم خير، ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لدغة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي) فدعا الحجام فأغلق المحجم في خراجه، فلما بلغ منه حاجته شرطه بمشرط معه، فأخرج الله ما كان فيه، وعوفي. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يشتكي إليه أحدًا وجعًا في رأسه إلا قال له: (احتجم) وأنه احتجم على وركه من وقى به.
وروى أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه فقال (اسقه عسلاً) فسقاه فبراه. وقالت عائشة رضي الله عنها. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أخذه الوعك أمر بالحساء فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه وكان يقول: (أنه ليرتو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما يسروا أحد من الوسخ بالماء عن وجهه). وروي أن رهطًا من عريبه جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: (إنا اجتوتنا المدينة فعظمت بطوننا وانهشت اعطاؤنا، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت بطونهم).
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنة السوداء الشفاء من كل شيء إلا السأم) والسأم الموت، والحبة السوداء الشونيذ قاله الأزهري.

الصفحة 28