كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

وقالت عائشة رضي الله عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التلبينة تجم فؤاد المريض ويذهب ببعض الحزن). وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لامرأة من النساء (بما توغرون أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب، ويمعط من الغدوة، ويلد منه من ذولت الجنب والعلاق) يراد به الفلق، وذات الجنب تداوي بالقسط الرمح الحاسة تحت الأضلاع إلا الحادة التي يقال لها البرسام. وفي حديث آخر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قال: أن بطن أخي قد استطلق، فقال: (اسقه العسل) فقال: قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا. فقال: (اسقه العسل ثلاث مرات يقول فيهن ما قال في الأولى، وقال في الرابعة. صدق الله وكذب بطن أخيك). وهذا والله أعلم لأن الاستطلاق لم يكن من حرارة، ولكن من برد في الأحشاء، ورطوبات فيها مؤلفة، فأمره بالعسل الذي يلحيها وبعثها والله أعلم
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من السن وماؤها شفاء للعين) ويحتمل معنى العجوة من الجنة، إن فيها شبهًا من ثمار الجنة في الطبع، فلذلك صارت شفاء من السم القاتل، وثم الجنة خال من المفاسد والمضار، فإذا اجتمع ما يشبهها، والسم في جوف عدل السليم منها الفاسد ما يدفع ضرره عن البدن بإذن الله.
وعنه صلى الله عليه وسلم. (من تصبح بسبع تمرات عجوة لمريض لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أم سلمة رضي الله عنها وعندها الشبرم وهي تريد أن تشربه. فقال لها: (أنها حار جار) وأمرها بالسنى. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (خير أكحالكم الأثمد يحلو البصر وينبت الشعر).

الصفحة 29