كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

وقالت أم المنذر بنت خنيس الانصارية رضي الله عنها. دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه وهو ناقه من مرض واقتاده إلى معلقه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه يأكلان منها، فبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك ناقه حتى كف علي رضي الله عنه) قال: وقد صنعت شعيرًا وسلقًا فلما جئت به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه. (من هذا فاحسب فإنه انفع لك) فأكلا من ذلك.
فأما الكي فإن الروايات فيه مختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فروى عنه أنه اكتوى من الكلم الذي أصابه في وجهه يوم أحد. وكوى أسعد بن زاراة في الشوكة. وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فأما أنا فلا أحب أن أكتوي) ونهي عن الكي. وروى أن رجلاً جاءه وقد بعث له الكي، فقال: (اكووه وارضفوه) أي احملوا عليه الرضف، وهو الحجر المحمي.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه بعث إلى أبي بن كعب، فقطع منه عرقًا ثم كواه عليه. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (الكماة من المن وماؤها شفاء للعين) أي الماء الذي ينبت به وهو مطر الربيع. وإن كان أراد ماء الكماة نفسها، فقد يجوز أن يكون أراد بللها ونداها الذي يخلص إلى المورد منها إذا غرقها ثم اكتحل به، فإن ذلك يرجى أن ينفع العين التي غلب اليبس القديم عليها والله أعلم.
- ذكر ما جاء في الرقي والعوذ -
يروى عن أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى فرقاه جبريل عليه السلام، فقال: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك والله يشفيك). وقال ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول

الصفحة 35