كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

(أن العين تدخل الجمل القدر والرجل القبر) وقالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله أن بني جعفر تسرع إليهم العين، أفأ سترقي لهم؟ قال: نعم، لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين).
وروى أن عامر بن ربيعة رأس سهيل بن حنيف. فقال: ما رأيت كاليوم وراء جلد محياه مليط به حتى ما يفسد من شدة الوجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهمون أحدًا لو أنعم عامر بن ربيعة، وأخبروه بقوله، فأمره رسول الله، أن يغتسل في قدح له، فراح مع الركب.
قال الزهري: يؤتي الرجل العائز بقدح، فيدخل كفه اليسرى فتصب على كفه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فتصب على كفه اليسرى، ثم يدخل اليمنى فتصب على مرفقه الأيسر ثم يدخل يده اليسرى فتصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخل إزاره، أي طرف إزاره الذي يلي جسده وهو يلي الجانب الأيمن، لأن المؤتزر يبدأ بجانبه الأيمن إذا اتزر، فذلك الطرف يباشر جسده فهو الذي يغسل.
وروى في هذا الحديث أن النبي قال: (علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم ما يعجبه من أخيه فليبارك عليه).
وروى أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ركب يومًا فنظرت إليه امرأة فقالت: أن أميركم هذا ليعلم أنه أهضم الكشحين، فرجع إلى منزلة فسقط. فبلغه ما قالت المرأة، فأرسل إليها، فغسلت له.
ولم أعلم أحدًا يتكلم في حقيقة العين بما يعتمد عليه ويوثق به. وقد قيل أن الله تبارك وتعالى قد برأ في خلقه، سوى ما ينسب على الأوضاع والنظر من ذلك أنهم يستشفي منه بالصلاة والدعاء والصدقة فيشفهم ويخلصهم. ويفرط الواحد على آخر في البغي عليه،

الصفحة 41