المرسلين). وقال الله عز وجل: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل الشعر أشعث أغبر، حمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وقد غرق في الحرام، فأني يستجاب له؟ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا يمم هذا البيت حاج فكسب حرامًا فشخص في غير طاعة، حتى إذا أقل ووضع رجله في الركاب وابتغيت به راحلته وقاله: لبيك، اللهم لبيك، نادي مناد من السماء، لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام وقيامك حرام، وزادك حرام، ارجع مأزورًا غير مأجور. وإذا خرج حاجًا بالمال الحلال ووضع رجله في الركاب وابتغيت به راحلته، فقال: لبيك اللهم لبيك، نادي مناد من السماء، لبيك وسعديك، راحلتك وثيابك حلال، وزادك حلال وحجك مبرور، فابشر بما يسرك، استأنف العمل ويتزود منها ما يحتاج إليه، فإن الله عز وجل إنما أمر بالحج من يستطيعه).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الاستطاعة الزاد والراحلة). وروى أن رهطًا من أهل اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون، ففيهم أنزل الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. فقد يحتمل أن يكون المعنى في هذا، قال: خير الزاد ما اتقى به المسافر من الهلكة أو الحاجة إلى السؤال والتكفف.
وقال عبد الله بن الزبير وقد تلا هذه الآية: كان الناس يتكل بعضهم على بعض في الزاد، فأمروا أن يتزودوا. وقال عكرمة: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون نحن متوكلون، فإذا جاءوا مكة: سألوا الناس، فأنزل الله تعالى {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}.
وكان النبي في مسيرة راحلة عليها زاده، وقدم عليهم ثلاثمائة رجل من مرتبه: فلما