كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

وعن علي رضي الله عنه أنه كان إذا رأى عليه رجاحًا كبر وقال: اللهم تصديقًا بكتابك وسنة نبيك، وكلما بلغ في طوافه إلى الحجر كبر ثم مشى ويقول فيما يقول فيه من طوافه: اللهم اجعله حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا. ويقول في الأطواف التي لا يؤمل فيها: اللهم اعف وارحم وتجاوز عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم. اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل الله عز وجل ما يجوز له أن يسأل من أمر دنياه وآخرته.
وقال سفيان بن عيينة: سمعت الناس منذ أكثر من سبعين سنة وهم يقولون في الطواف اللهم صل على محمد وأبينا إبراهيم، وهذا إنما هو له ولد إبراهيم. فأما من لم يكن من ولده فليقل: اللهم صلى على محمد نبيك وإبراهيم خليلك، ومن كان من ولده فليقل: اللهم صل على نبينا محمد وأبينا إبراهيم، وهذا أحسن، لأن المناسك كلها ارث إبراهيم، والبيت من بنائه، وتلبية الناس إجابة لدعوته.
قال ابن عباس: إن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه نام على أبي قبيس، فقال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن إبراهيم رسول الله، أيها الناس، إن ربي أمرني أن أنادي في الناس بالحج يأتوا رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. أيها الناس، فأجيبوا ربكم. فأجابه من وحد الله تعالى. ثم أن الله تعالى لما فرض الحج فيمما شرعه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: (إن الله تعالى فرض عليكم الحج). وتوعد على من تركه بما تقدمت روايته.
روى عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا أتى على الركن اليماني قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، فإذا جاء الحجر قال: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وقال رجل: فقلت له: ما سمعتك تزيد على كذا وكذا، فقال: إني شهدت بكلمة الإخلاص، وانبت على الله رسالته من الخير كله، واستعذت به من الشر كله، والمحفوظ من هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بين بني جميع وبين الركن الأسود: (ربنا آتنا في الدنيا

الصفحة 440