كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

التفسير. كسر الجمجمة: مؤخرها. ففاحت: فزحت بدخلها مجي. يعني سبيلاً. أراضوا: شربوا من لبن مصبوب فوق لبن يشارك بشين. مسينا: ضعيفا. والحل: جمع حائل خلاف الحامل. الوجأة: الجمال المشلح. المين. التحلة. عظيم البطن. الصلعة: بصغر الرأس. الوسيم: القسيم، الجميل. الدعج: سواد الحدقة. الوطف: طويل الأشعار. الصهل: يشبه القبح لا الشديد لكن قدر ما استحسن. السطع: الطول. الازح: المنقوش الحاجبين. والاقرن: الملتقي حاجباه ولم يسمع ذلك في صفة الرسول إلا في هذا الحديث. الهذر: الكثير. ولا يقتحمه عزيز قصير: أي لا تزدريه قلبه، ولكن يفعله المحقود المجذوم والمحسود المحفوف. حشده أصحابه: أطافوا به.
ذكر ما تدل عليه الصفات التي تقدم ذكرها من الأخلاق والشمائل عند أهل الفراسة:
روى عن عبد الله بن سلام أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت فيمن جاء، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وقد قال بعض الصالحين:
لو لم تكن فيه آيات مبينة ... كانت بديهته تنبيك بالخير
أما اللون: فقد قيل أنه كان أبيض وقيل أزهر، وقيل أبيض مشرب حمرة. وقالوا: البياض الناصع يدل على سكون الطبع، وهذا موافق لما وصف الله به رسوله عليه السلام من اللين والدمائة في قوله:} فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك {.
قالوا: البياض المشرب حمرة، يدل على اعتدال المزاج، ومعلوم أن المزاج إذا اعتدل لم يكن الخلق منه إلا حسنًا كريمًا. وقد قلنا أن الأزهر هو المشرق، والإشراق لا يكون من شيء يذهب البياض. ألا ترى أن الفجر يطلع أول ما يطلع أبيض، فإذا أذنت الشمس من الطلوع أشرق. فيقرب إذا معنى الأزهر من معنى الأبيض المشرب حمرة. إلا أن الإشراق الزائد على أن المعهود كان له عليه السلام من أعلام النبوة.

الصفحة 70