كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

ومنها: أن يهودية أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إما شاة وإما شملة مسمومة، فلما قربته إليه وبسط القوم أيديهم قال: (أمسكوا فإن عضوًا من أعضائها يخبرني إنها مسمومة) فدعا صاحبها، وقيل جمع اليهود رؤساءهم واعترفوا وقالوا: أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح منك، وإن نبيًا لم يضرك.
ومنها: إن النضر بن الحارث كان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فاتبعه يومًا وقد أبعد في قضاء حاجته ليغتاله. وقال: لا أجده أخلا منه الساعة. فلما دنا منه ولى مذعورًا، فلقي أبا جهل، فقال له: من أين الآن؟ فقال: اتبعت محمدًا رجاء أن أغتاله وليس معه أحد، فإذا أساود تضرب بأنيابها على رأسه فاتحة أفواهها، فهالني فذعرت منها ووليت راجعًا.
ومنها أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس، قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافقين على الغدر. فقال عامر: يا محمد حاكني! فقال: لا، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له. فقال: أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجلاً. وخرج من عنده فقال لاربد: أين ما كنت أوصيك به. فقال أربد: لا أبا لك، لا تعجل، فوالله ما هممت بالذي أمرتني به غلا حيل بيني وبينه، لو ضربت بالسيف ما ضربت غيرك. فترى إن كنت ضاربك لا أبالك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولى عامر: (اللهم اكفني عامر بن طفيل) فلما كان عامر ببعض الطريق أصابه الطاعون في عنقه فقتله.
ومنها: حراسة السماء من الجن عنده، وقد تقدم القول فيها.
ومنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم (شكا إلى جبريل المستهزئين، وأراه الوليد بن المغيرة، فأومأ إلى عينيه وقال: كفيته. ثم أراه الأسود بن عبد يغوث فأومأ إلى رأسه وقال: كفيته. ثم أراه الحارث بن عطل السهمي، فأومأ إلى بطنه وقال: كفيته. ثم أراه العاص بن وائل السهمي، فأومأ إلى أخمصه وقال: كفيته).

الصفحة 89