كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

ومنها ما رواه رجل عن الصحابة، يقال له نافع. قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن أربعمائة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عين ماء ونزل الناس، قالوا: يا رسول الله أنك نزلت على عين ماء، فبيناهم إذ جاءت شاة محدودة القرنين حتى قامت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بإناء فحلبها، فلم يزل يحلبها حتى أروى الجيش كلهم وهم أربعمائة، ثم قال لي: (يا نافع، املكها ولا أراك تملكها، فانطلقت بالشاة إلى رجل، فأخذت عودًا فركزته في الأرض، وأخذت حبلاً فشددتها ولم أزل استوثق، فقمت، فلما قمت فإذا بحبل مشدود ولا شاة. فقال: يا نافع، ألم أقل أنك لا تملكها، أن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها.
ومنها ما رواه زياد بن الحارث العوائي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام وذكر حديثًا طويلاً قال فيه: فقلنا يا رسول الله أن لنا بئرًا، إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها، فاجتمعنا عليه، وإذا كان الصيف فني ماؤها وتفرقنا عما حولها، وإنا لا نستطيع الآن أن نتفرق وكل من حولنا عدو، فادع الله أن يسعنا ماؤها. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات، فجرهن في يده فقال: إذا رأيتموها فألقوا واحدة واحدة، واذكروا اسم الله، فما استطاعوا أن يسببوا قعرها بعد.
ومنها ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى المشركين يوم بدر بحصيات من يده فسمعوا وقعها كأنها فرقعت في طست فانهير مواقعها نزل قوله عز وجل:} وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنًا {.
ومنها: ما روى أنه كان في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيًا يسبحن، فدفعهن إلى غير واحد من أصحابه فسبحن في يده، وكل ذلك يسمعه من في الحلقة، ثم دفعهن إلى آخرين فلم يسبحن في يد واحد منهم.
ومنها ما روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام.

الصفحة 97