كتاب المنهاج في شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

ومنها ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: (يا أبا الفضل، الزم منزلك عنا أنت وبنوك، فإن لي فيكم حاجة، فصحبهم فقال: تقاربوا فزحف بعضهم إلى بعض، حتى إذا أمكنوا اشتمل عليهم علامة ثم قال: يا رب، هذا عمي صفو أبي، وهؤلاء أهل بيتي، فاسترهم من النار كستري إياهم فامنت اسكنه الباب وحوائط البيت آمين آمين).
ومنها ما روى أبو هريرة هل معك شيء؟ قلت نعم. ثم في مزود معي فأخرجت التمر فإذا هي سبع وعشرون تمرة، فصفهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ناس، فقال: (كلوا باسم الله فأكلوا حتى شبعوا، وبقي منه، فقال: يا أبا هريرة خذه فأعده في مزودك. فإذا أردت أن تأخذ منه شيئًا، فداخل يدك ولا تلبه، فما زال معي أكله حتى كان حصار عثمان فسقط مني وكنت في شغل منه).
ومنها ما رواه أبو هريرة قال: (كنت ألزم النبي صلى الله عليه وسلم ملء بطني وإن شهتيه، فقال من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي فليس تنس شيئًا سمعته مني أبدًا، فبسطت بردة كانت علي، فلما قضي مقالته قضممتها إلي. فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئًا سمعته منه صلى الله عليه وسلم).
ومنها ما روى جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما رجعنا أعيا علي بعيري، فلحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا جابر ما خلفك؟ قلت: أعيا علي لو نصحتي فأخذ عودًا من الأرض فمسحه به ثم قال: اركب بسم الله، فما ركبت بعيرًا قبله ولا بعده كان أوسع ولا أوطأ منه).
ومنها خبر الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة، قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أصحابه يمشون، فثقل معهم متاعهم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبسط كساءك، فبسطت، فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احمل، فإنما أنت سفينة)

الصفحة 98