كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

ومن عدمه العلم لذاته).
ش: الإشارة بقوله: (هذا) تعود على المذكور كله، تقدير الكلام: فإذا تقرر توقف الخطاب الشرعي على الأسباب والشروط والموانع، وتقرر انحصار الخطاب في التكليفي والوضعي، وتقرر اشتراط العلم والقدرة في الخطاب التكليفي دون الوضعي فنقول: السبب ما يلزم من وجوده الوجود، ومن عدمه العدم لذاته.
السبب لغة (١): عبارة عما يتوصل به إلى مقصود ما، ومنه سمي الحبل سببًا (٢).
ومنه قوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} (٣) أي: بحبل إلى السقف وكذلك الطريق يسمى سببًا، ومنه قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (٤) أي: طريقًا بين الشرق (٥) والغرب (٦).
وأما معناه في الاصطلاح (٧): فهو كما قرره المؤلف.
---------------
(١) "لغة" ساقطة من ط.
(٢) هذا التعريف ذكره الآمدي في الإحكام (١/ ١٢٧).
وعرفه ابن منظور فقال: السبب كل شيء يتوصل به إلى غيره، وقال: السبب الحبل. لسان العرب مادة (سبب).
وقال الفيروزآبادي في القاموس: والسبب الحبل وما يتوصل به إلى غيره. فصل السين باب الباء مادة (سبب).
(٣) سورة الحج آية رقم (١٥).
(٤) سورة الكهف آية رقم ٨٥.
(٥) في ط وز: "المشرق".
(٦) في ط وز: "المغرب".
(٧) اختلف الأصوليون في تعريف السبب، وأهم هذه التعريفات التعريف الأول وهو ما =

الصفحة 89