كتاب التكملة لكتاب الصلة (اسم الجزء: 2)

عَبْد الْبر وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة الْكَامِلَة من الْعَرَبيَّة والآداب والتقدم فِي ذَلِكَ مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم الرياضية أَخذهَا عنْ بعض أَصْحَاب أبي بَكْر بْن الصَّائِغ واستدعاه الْأَمِير أَبُو عَبْد اللَّه بْن سعد لتأديب وَلَده فسكن مرسيه ثُمَّ شُغل عَنْهُ فَبَقيَ مضاعًا إِلَى أَن توفّي بهَا لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة سنة 571 وَقَدْ نَيف عَلَى الثَّمَانِينَ مولده بغرناطة فِي الْمحرم سنة 490 ذكره ابْنُ عياد وَفِيه عنْ ابْنه مُحَمَّد وَعَن غَيرهمَا
786 - عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سَعَادَة الأصبحي من أَهْل دانية يكنى أَبَا مُحَمَّد أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن نمارة ولازم ببلنسية أَبَا الْحَسَن بْن سعد الْخَيْر واحتذى فِي أول أمره خطه فقاربه ثُمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فَسمع بالإسكندرية من أبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي الْقَاسِم عليّ بْن مهْدي وَأكْثر عَنْهُمْ
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَسَماهُ فِي شُيُوخه وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه وَكَانَ مَعنا بالإسكندرية نازلا بِالْمَدْرَسَةِ العادلية وَسمع الْكثير عَلَى الْحَافِظ السلَفِي وَكتب مَا سَمِعَ بِخَطِّهِ وبقراءاته سمعنَا كتاب الْبُخَارِيّ عَلَى أَبِي الطَّاهِر بن عَوْف سنة 573 قَالَ وأنشدنا بالإسكندرية من لَفظه قَالَ أنشدنا الْأُسْتَاذ أَبُو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد الْخَيْر لنَفسِهِ ببلنسية وَوجدت أَنَا هَذَه الأبيات بِخَط ابْنُ سَعَادَة هَذَا وأنشدناها أَبُو الرّبيع بْن سَالم قَالَ أنشدناها غير وَاحِد مِمَّن سَمعهَا مِنْهُ يَعْنِي من قَائِلهَا
(يَا لاحظًا تِمْثَال نعل نبيه ... قبل مِثَال النَّعْل لَا مستكبرا)
(والثم بِهِ فلطال مَا عكفت بِهِ ... قدم النَّبِيّ مروحًا ومبكرًا)
(أَوَلا ترى أَن الْمُحب مقبل ... طللا وَإِن لم يلف عَنْهُ مخبرا)
وَسمع مِنْهُ أَيْضا أَبُو أَحْمَد جَعْفَر بْن مَيْمُون الشاطبي وَأَبُو مَرْوَان عبد الْمَالِك بْن مُحَمَّد بْن الكردبوس التوزري وَحدث عَنْهُ فِي الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه وَقَالَ كَانَ يطْلب الحَدِيث مَعنا وَحدث عَنْهُ أَيْضا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْن الْوَجِيه عَبْد الْعَزِيز وَحمله الرِّوَايَة عنْ قوم لم يرهم وَلَا أدركهم وَبَعْضهمْ لَا يعرف وَذَلِكَ من أَوْهَام هَذَا الشَّيْخ عِيسَى واضطرابه وَكَانَ ابْن سَعَادَة مقرئا مُحدثا ورعًا فَاضلا وَصفه التجِيبِي بذلك وَقَالَ أَخْبرنِي أَنَّهُ مَاتَ يَعْنِي فِي صَدره غريقًا فِي الْبَحْر شَهِيدا رَحمَه اللَّه

الصفحة 271