كتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم (اسم الجزء: 2)

أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانونا على المتحدثينا؟

خلاؤك أقنى لحيائك.
الخلاء بفتح الخاء والمد يطلق مصدرا من قولك: خلا المكان وغيره يخلو خلاء وخلوا. ومكان حالٍ وخلاء: لا أحد به. قال حسان رضي الله عنه:
عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء
وقد يطلق على المتوضأ كما في الحديث ويطلق على المكان القفر لا شيء به وهو المراد. قال زهير:
فأما ما فريق العقد منها ... فمن أدماء مرتعها الخلاءُ
والحياء بالمد معروف وقني الرجل الحياء وقناه بالكسر والفتح وأقناه واقتناه: لزمه وحفظه. قال عنترة:
قامت تخوفني الختوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها: إنَّ المنية منهل ... لا بد أن أسقى بكأس المنهلِ
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتلِ!
أي: الزمي حياءك واحفظيه ولا تضيعيه! وقال العطوي:
أيقني جميل الصبر من هد ركنه ... وهيض جناحاه وجد الأنامل؟
ومعنى المثل أنَّ منزلك إذا خلوت به هو ألزم وأحفظ لحيائك.

الخلة تدعو إلى السلة.
الخلة بفتح الخاء الحاجة والخصاصة والفقر. قال:
رأى خلتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلتِ
ويقال للرجل إذا مات: اللهم أخلف على أهله بخير واسدد خلته! أي فرجته التي تركها. قال أوس بن حجر:
لهلك فضالة لا تستوي ... الفقود ولا خلة الذاهب

الصفحة 198