كتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم (اسم الجزء: 2)

الدنيا. فدفنتها إليه وبت الليلة الرابعة. فلما أصبحت ركبت فرسي وسقت الغنم وإذا أنا بهاتف يقول:
كنا على ظهرها والدهر يجمعنا ... والشمل مجتمع والدار والوطن
ففرق الدهر بالتفريق ألفتنا ... فصار يجمعنا في بطنها الكفن
قال: فأتيت الحي ودفعت الغنم لبني عمهم وانصرفت.

أثقل من حمل الدهيم.
الثقل تقدم؛ والحمل معروف والدهيم على وزن زبير: اسم ناقة عمرو بن الريان الهذلي قتل هو واخوته فحملت رؤوسهم عليها. وتقدمت هذه القصة في حرف الهمزة فقالوا: أشأم من دهيم، وأثقل من حمل دهيم.
وظهر كلام الصحاح أنَّ قولهم للداهية الدهيم وأم الدهيم مأخوذ من هذا.

أثقل من الزواقي.
الثقل مر؛ والزقاء: الصياح. ثقال: زقا الصدا، ويزقو ويزقي زقاء وزقيا إذا صاح. قال:
ولو أنَّ ليلى الأخيلية سلمت ... علي وفوقي جندل وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقى ... إليها الصدى من جانب القبر صائح
الزواقي في المثل: الديكة وجمع زاق وزاقية. وكانوا يسمرون بالليل، فإذا صاحت الديكة تفرقوا، فيستثقلونها بذلك فقالوا: أثقل من الزواقي.

أثقل من مغن وسطٍ.
الثقل مر، والمغني اسم فاعل من الغناء، وبالمد، وهو الصوت. والوسط يكون تارة اسماً غير وصف. فإن كان بالتحريك، فاسم صريح لمّا بين طرفي الشيء، وإنَّ كان بالسكون فظرف، كقول عنترة:
ما راعني إلاّ حمولة أهلها ... وسط الديار تسف حب الخمخم
ويقال: كل موضع صلح فيه بين فهو بالتسكين، وإلاّ فبالفتح. وقيل: هما جاريان فيما

الصفحة 9