كتاب أحاديث ومرويات في الميزان 2 - حديث الفينة

"المقتنى في سَرْد الكنى" فوجدت فيه جماعة بهذه الكنية لا يكادون يجتمعون ـ في موضع واحد ـ في سواه، فاستبعدت منهم من لا يتصور أن يكون هو، ثم بقي جماعة يصلحون لنفس الطبقة، فلما بحثت بحثاً تفصيلياً في تراجمهم من "تهذيب الكمال" ـ وربما غيره أيضاً ـ لم يترجح لي إلا واحد (¬1) هو: (أبو معاذ عتبة بن حميد الضَّبِّيّ البصري) .
وحجتي في ذلك قول الحافظ أبي الحجاج المزي ـ رحمه الله ـ في ترجمته من "تهذيب الكمال" (19/305) : " روى عن أبي بشر جعفر بن إياس ... " فذكره أول شيخ له.
نعم، لم يذكر مصعب بن المقدام في جملة الرواة عنه، ولكن ذكر ـ ممن يقاربونه في الطبقة ويشاركونه في بعض الشيوخ: (سفيان بن عيينة) و (عبيد الله ابن عبيد الرحمن الأشجعي) و (إسماعيل بن عياش) فأربعتهم يروون عن الثوري.
ثم إنه لا ضير على هذا الحافظ الكبير في عدم ذكر ابن المقدام في ترجمته للسبب الذي أُذَكرِّ به دائماً. والذي صارت به نسبة الحديث نسبة منكرة.
¬_________
(¬1) قال قاسم بن صالح القاسم محقق " المطالب العالية " ـ المسندة ـ عند الحديث (3264) : " وأبو معاذ إما هو فضيل بن ميسرة البصري وهو صدوق، أو سليمان بن أرقم البصري، وهو ضعيف ... " ولم أجد أية قرينة تدل على أنه (فضيل بن ميسرة) أيضاً.

الصفحة 101