كتاب أحاديث ومرويات في الميزان 2 - حديث الفينة

* وقال ابن حبان في ترجمة سليمان من "الثقات" (4/309) : " روى عنه قتادة وأبو بشر، ولم يره أبو بشر ".
6ـ سعيد بن جبير:
هو (سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي ـ مولاهم ـ الكوفي أبو (¬1) عبد الله) .
* قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في "التقريب" (2291) : " ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة، قتل بين يدي الحَجَّاج دون المائة سنة خمس وتسعين، ولم يكمل الخمسين ".
قلت: وبلغ اتفاقهم على ثقته وأمانته وإمامته في الحديث وفي الدين أن
الحافظ المزي ـ رحمه الله ـ أسهب في ترجمته في "تهذيبه" (10/358: 376) ـ بعد سرد شيوخه والرواة عنه ـ في ذكر فضائله وكراماته وأقواله وأحواله، وقصته مع الحجاج ولم يورد نصاً واحداً في توثيقه إلا بالتبع، حيث قال في آخرها: "وقال أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري: هو ثقة إمام حجة على المسلمين، قتل في شعبان سنة خمس (¬2) وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة ".
¬_________
(¬1) أطبق المتقدمون على ذلك وأقدم من رأيته يكنيه أبا محمد هو أبو الشيخ في "طبقات محدثي أصبهان" ثم أبو نعيم في "أخبار أصبهان"، لكنه جزم في "الحلية" بأنه (أبو عبد الله) . والذهبي ـ وإن قال في "السير": (أبو محمد. ويقال: أبو عبد الله " ـ جزم في "المقتنى" و"تاريخ الإسلام" بأنه (أبو عبد الله) ولم يحك سواها. وفي الكاشف كناه بالكنيتين فالله أعلم.
(¬2) واعتراض د. بشار على هذا التأريخ وتصويبه أن الجم الغفير من المتقدمين على أنه قتل سنة 94 فيه نظر، إذ لم أره لأقدم من الواقدي وخالفه فيه الكثيرون وليس الإمام اللالكائي وحده، كما أن اعتراض الحافظ الذهبي على القول بوفاته وهو ابن تسع وأربعين بقول سعيد لابنه: ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة، وتصحيحه للأثر؛ فيه نظر أيضاً، فمداره على أبي حذيفة عن الثوري عن عمر بن سعيد المكي عنه. وأبو حذيفة ضعيف كثير المناكير عن الثوري. وعمر بن سعيد بن أبي حسين من السادسة، ولم يذكر سعيد بن جبير في جملة شيوخه، فأرتاب في إدراكه للقصة. والله أعلم بالصواب في كل ذلك.

الصفحة 108