كتاب أحاديث ومرويات في الميزان 2 - حديث الفينة

فأتى أحد الرواة عن هذا الشيخ فوصل الحديث، أو كان الحديث مروياً بعنعنة تابعي عن صحابي فأتى هذا الراوي فرواه بنفس الإسناد مصرحاً بسماع هذا التابعي من الصحابي، ونحو هذه الصور التي تظهر إسناد الحديث في هيئة جَيِّدة؟
ثم قوي هذا الظن في نفسي لما وجدت الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ يحرص في آخر ترجمته من "السير" (12 /329) على رواية حديث من طريق يحيى بن محمد (وهو ابن صاعد) ، حدثنا أبو عبد الرحمن ـ وهو عبد الله بن هاشم بن حيان ـ، حدثنا يحيى ابن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً" (¬1) .
وأفاد محقق "السير" أنه في "الصحيحين" من طرق عن شعبة عن موسى بن أنس عن أنس.
فيكون أتى بالحديث عن شعبة عن قتادة، لأن قتادة أثبت وأحفظ وأكثر حديثاً من ابن أنس نفسه؟؟
وظللت متحيراً من هذا الأمر حتى وجدت الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في "النكت الظراف" (1/412 حاشية التحفة) يقول بعد الاعتراض على المزي في أمور: " وقد خالف الجميع يحيى بن سعيد القطان فزاد بين شعبة وموسى بن أنس: " قتادة "، أخرجه ابن حبان من طريقه ".
¬_________
(¬1) ورواه أيضاً ابن المقريء في "معجم شيوخه" (ح 13) من وجه آخر عنه.

الصفحة 135