كتاب أحاديث ومرويات في الميزان 2 - حديث الفينة

يعني أن يحيى القطان خالف سليمان بن حرب، وروح بن عبادة، والنضر
ابن شميل وغيرهم في روايته عن شعبة عن موسى بن أنس رأساً، فأدخل قتادة بين شعبة وموسى بن أنس.
فأفزعني ذلك، قبل أن أعيد مراجعة إسناد ابن حبان، فوجدت الحديث في "الإحسان" (5792) من طريق أبي بكر بن خلاد قال: حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن قتادة وموسى بن أنس عن أنس به، كذا بـ (واو العطف) وليس (عن) . فاحتجت إلى مرجِّحٍ، فوجدت الحديث في "إتحاف المهرة" للحافظ نفسه (1555) هكذا أيضاً: " عن قتادة وموسى بن أنس عن أنس به ".
فظهر بذلك أن للحديث أصلاً عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن قتادة.
وأبو بكر بن خلاد هو (محمد بن خلاَّد بن كثير الباهلي البصري) وهو ثقة، قال الإمام أحمد: " ... وكان ملازماً ليحيى بن سعيد "، فبرءت بذلك ساحة صاحبنا (عبد الله بن هاشم الطُّوسي) من الغلط على يحيى بن سعيد القطان ـ رحمهما الله ـ.
وللحديث أصل عن قتادة عن أنس، فقد رواه جماعة عن همام بن يحيى عنه به عند أحمد (3 /193، 251، 268) وابن ماجه (4191) وغيرهما، وصرح قتادة بالتحديث في جميع طرقه عند أحمد.

الصفحة 136