كتاب أحاديث ومرويات في الميزان 2 - حديث الفينة

الخامس: الجَزْم بأن سند حديث أبي أمامة حسن في الشواهد، وما هو كذلك بل ضعيف جداً مسلسل بالعلل التي أسوؤها شدة ضعف (العلاء بن هلال الرقي) فقد اتهمه أبوحاتم الرازي، ووهاه ابن حبان، وعدَّ ابن عدي هذا الحديث من مناكيره، فرواه مختصراً.
تنبيه: والتبس أمره على العلامة الشيخ الألباني ـ رحمة الله عليه ـ فقال في "الضعيفة" (2234) (¬1) ـ بعدما رجَّحه على ابنه هلال: " فقد وثقه ابن معين وأبوحاتم وابن حبان، لكن هذا عاد فذكره في " الضعفاء " أيضاً ... ".
أقول: الذي وثقه ابن معين وأبوحاتم وابن حبان هو (العلاء بن هلال الباهلي البصري) من شيوخ حماد بن سلمة وطبقته، والذي تردد النسائي بينه وبين ابنه هلال، وأورده ابن عدي في "الكامل"، وابن حبان في "الضعفاء" هو: (العلاء بن هلال بن عمر الباهلي الرَّقي) وترجمته في "الجرح" (6/361 ـ 362) بعد البصري رأساً (¬2) ، فسبحان من لا تخفى عليه خافية.
ثم فوجئت بالعلامة الألباني ـ رحمه الله ـ يورد المتن في "الصحيحة" (2025) معتمداً ما رآه في "صحيح مسلم" ـ المطبوع ـ من الروايات
¬_________
(¬1) أورد ـ رحمه الله ـ حديث أبي أمامة فيها بزيادة في متنه وهي التي استنكرها ابن عدي.
(¬2) ولذلك سأورده بعون ربي القدير في "مختصر فضل ذي الجلال بتقييد ما فات العلامة الألباني من الرجال"، إذ لا يختص فقط بالذين لم يقف عليهم، بل فيه أيضاً الذين لم يقف فيهم على جرح أو تعديل وليسوا كذلك وسيتراوح الجزء الأول ـ بإذن الله ـ بين مائتي ترجمة وثلاثمائة وخمسين.

الصفحة 52