كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

صوت الذرة
كل شيء حولنا مكون من ذرات، أجسامنا، الحيوانات، النباتات، المتحجرات، الجبال، الهواء، الماء، الشمس، المجرات، وكل ما في الكون. وداخل كل ذرة حركة دءوب لا تهدأ، وكل حركة يصاحبها اهتزاز موجي، فهل يكون صوتا، ولما ذا لا نسمعه؟. الحقيقة علينا أولا أن نعرف ما هو الصوت: - يمكن تعريف الصوت على أنه تباين في الضغط للهواء أو الماء أو أي وسط آخر يمكن للأذن البشرية أن تلتقطه - تلتقط بين 16 - 20000 ذبذبة في الثانية - ، ومقياس الضغط الجوي (البارومتر) هو الجهاز الشائع لقياس أي تنوع للضغط في الهواء. ومهما يكن فإن تنوع الضغوط الذي يحدث عند تغير الطقس يحدث ببطء شديد لدرجة أن أذن الإنسان لا تلحظه ولهذا السبب لا يوصف بالصوت، ولكن إذا أحدثت تلك التغييرات في الضغوط الجوية بطريقة أسرع - على الأقل 20 ضغطا في الثانية - يمكن سماعها ومن ثم يمكن تسميتها صوتا، وعلى كل حال فإن البارومتر لا يستجيب بسرعة كافية ولذلك لا يصلح استعماله كمقياس للصوت، لذلك فإن الموجات التي لا تلتقطها الأذن البشرية أكبر من 20000 ذبذبة في الثانية تسمى الموجات فوق الصوتية، وسميت هكذا نسبة إلى الإنسان رغم أن مخلوقات أخرى تسمع بأكثر من هذا الحيز. فالقطة مثلا يبلغ المدى السمعي لها (50000 هرتز)، وفي الفأر يصل إلى (40000 هرتز)، وفي الشمبانزي (33 ألف هرتز)، ويصل في الخفاش إلى (120 ألف هرتز).
الصوت ينتقل على شكل موجات، لكنه لا يعتبر جزء من الطيف الكهرومغناطيسي كموجات الضوء والموجات الإشعاعية. يتولد الصوت عند ما تتذبذب المادة، تقاس الذبذبة هذه بوحدات تسمى الهرتز ( HZ)، إن مصطلح الذبذبة يشير إلى عدد الموجات المتولدة في كل ثانية، إن الاختلاف في الذبذبة هو الذي ينتج اختلافا في طبقات الصوت (صوت عال وصوت منخفض)، إن الحد الأقصى للسمع هو بين 20 هرتز و000، 20 هرتز.
جميع الأصوات تنجم عن اهتزازات تنتقل عبر المادة (غازية، سائلة، صلبة) بشكل موجات إذ يمكننا أن نشعر بهذه الذبذبات الصوتية إذا وضعنا يدنا على فمنا عند ما نتكلم. فالرجفة الخفيفة التي نشعر بها في اليد ناجمة عن اهتزازات الصوت التي

الصفحة 39