كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

الدقيقة المسئولة عن نقل الصوت أو الاهتزاز ضمن الوسط المادي تسمى فونون ( Phonon) وهي ذات طاقة قليلة جدا إذ أنها تخضع لقانون ماكس بلانك في نظرية الكم، ولكن يمكن مضاعفة هذه الطاقة آلاف المرات حتى تصبح مدمرة.
وعلى أساس هذا التعريف فإن كل حركة يصاحبها اهتزاز موجي ضمن الوسط، فإذا كان سريعا ضمن الحيز السمعي للبشر سمي صوتا، وإن لم يكن كذلك لا يسمى صوتا ولا نسمعه، وهذا من نعم اللّه علينا، إذ لا يمكن تصور الحياة ونحن نسمع كل حركة واهتزاز بدءا من الذرة وانتهاء بما يحصل في المفاعلات الهيدروجينية العظيمة التي هي النجوم في الكون. فالأصوات الراديوية درست من قبل آلان ه. فري ومن بعده، وتبين لهم أن الناس يمكنهم (سماع) الطاقة الكهرومغناطيسية ضمن مدى تتراوح بين (200) ميكاهرتز و (300) ميكاهرتز عند تضمين الطاقة الكهرومغناطيسية بشكل ما.
إن الصوت له طبيعة الأزيز أو الصرير وربما يكشف عنه في الفص الصدغي للدماغ، ويبدو كأنه يسمع داخل الرأس أو خلفه مباشرة، وتوقف عتبة هذا الصوت الراديوي بصفة رئيسية على شدة القدرة القصوى وليس على متوسط شدة القدرة .. ووردت تقارير عن أشخاص سمعوا أصواتا تتعلق بمشاهدة الفجر وصوت نيازك تدخل الأرض، وأولئك هم الأشخاص شديدو الحساسية للأصوات الراديوية «1». وعليه يمكننا سماع أي صوت إذا ما زيدت نافذتنا السمعية، وكان الوسط الناقل ذا كفاءة توصيلية ممتازة لا ضياع طاقي فيه.
لقد استطاعت التقنيات الحديثة من تحويل المواد الجامدة المختلفة وبالذات المعادن إلى خزائن تخزن الصوت وتعرضه متى نشاء وهو ما نشاهده في الأشرطة الممغنطة والأقراص الليزرية المدمجة.
______________________________
(1) د. خالد العبيدي، (المنظار الهندسي للقرآن الكريم، دار المسيرة، عمان ص 639، وانظر التلوث بالطيفل الكهرومغناطيسي، جوزيف ه. باتوكليتي، ص 71.

الصفحة 42