كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

أما الضوضاء الشديدة (160 - 240) دب كحالات انفجارات القنابل الشديدة والصواريخ التي تحول المادة الصلبة إلى غازية مباشرة خلال ثوان وتسبب ضغطا جويا هائلا مع حرارة عالية نتيجة هذا التحول مسببة صوتا مهلكا وتنتقل إلى المحيط على شكل موجات حول مركز الانفجار، فترتفع موجة الانفجار بواحد من المليون من الثانية وتتلاشى خلال فترة واحد بالألف من الثانية مسببة موتا بسبب التعجيل الهائل والتشظظ والانفجار الضمني بسبب موجة العصف الهائلة وموجات التخلخل التالية لها وقوة الشفط. وكل هذه الإضرار للإنسان مرتبطة بعدة عوامل منها سرعة زيادة ضغط الموجة وكثافة وارتفاع قمة الموجة والمدة الزمنية للموجة الضاغطة، وأغلب حالات الموت الحاصلة من هذا النوع هي بسبب انفجار الأعضاء الداخلية الحاوية على موايع كالرئة والمثانة والمرارة. أما بقية حالات الإصابة فتعتمد على نوع الانفجار وبعده وزمنه «1».
وبالتالي فإن المتعرض لهكذا ضوضاء يعمد على مسك بطنه بسبب انفجار أحشائه الداخلية الناتج عن تخلخل الضغط بين الداخل والخارج، ويقع على وجهه ميتا إذا كان خارج منطقة العصف، وإذا كان داخلها فإن العصف يقذفه بعيدا. وقد تم تصوير هذه التجارب وخصوصا الجنود الأمريكان الذين صوروا عند تفجير إحدى القنابل النووية بعد أن أوهموا أن المسألة هينة وليس في الأمر ما يدعو للقلق، فخرج المساكين ليشاهدوا التفجير، فصور ما حصل لهم من قذف وانفجار الأحشاء الداخلية وغير ذلك من الأعراض التي وصفناها، وحفظ هذا الفلم كوثيقة علمية من جهة وكدليل على اهتمام الساسة في بلاد العم سام بشعوبهم، أية مهزلة.
ويحصل أثناء انفجارات القنابل المدوية اهتزاز وارتجاج في الأرض وكلما كان الانفجار أقوى كان اهتزاز الأرض أعظم شدة كما يحصل في الانفجارات النووية. كما ويحصل مجال كهرومغناطيسي هائل أثناء التفجيرات النووية مصاحبا للحرارة والعصف الهائلين.
أن لكل مجموعة من هذه المواد تصنيفات وتقسيمات كثيرة جدا ولكل مادة من هذه التصنيفات خواص فيزيائية وكيمياوية تختلف عن المواد الأخرى كالعزل الصوتي والرطوبي وقابلية التوصيل الكهربائي والنفاذية والاحتراق وما إلى ذلك من صفات متعددة. واحدة من هذه الصفات هو ما يسمى بالتردد الطبيعي) Natural) Frequency وهي خاصية فيزيائية حركية تعتمد على الكتلة ومعامل النابض وكذلك
______________________________
(1) د. خالد العبيدي، (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، دار المسيرة، عمان، ص 650.

الصفحة 45