كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

الكتاب الثانى: المادة والطاقة
الفصل الأول المادة - الطاقة المادة والطاقة علميا
الإنسان دائم التفكير في طبيعة المادة، ولقد تطور الفكر الإنساني في تفكره هذا عبر مراحل التأريخ المختلفة ووضع النظريات الفلسفية والعلمية المختلفة لتفسير ما حوله من أشياء محسوسة وهي المواد التي يستخدمها ويراها في حياته ..
المادة فلسفيا هي مفهوم ضبابي غير محدد المعالم، ولغويا يقصد بها الشيء الممتد القابل للانقسام والذي له ثقل. ويمكنها أن تأخذ أي شكل هندسي وحالاتها هي الصلبة والسائلة والغازية والبلازما والاضطرابية وحديثا عرفت مادة الظلام الكوني. والمادة هي سبب إحساساتنا، وهي على ما هي قبل أن نخلق .. وعلميا النظريات عنها كثيرة، فعند الأقدمين عرفت على أنها مجموعة دقائق صغيرة جدا تتمتع بالحركة، وعند أرسطو هي نوع من الجوهر لا يمكن عزلها أبدا أو الإمساك بها كما أنه لا يمكن إدراكها مطلقا وكل ما نراه هو مادة اتخذت شكلا بعد تركيبها من ذرات. وهذه الذرات هي الخامات الأولى التي تركب منها المادة منذ الأزل «1».
الذرات:
الذرة هي أصغر دقائق العنصر الكيميائي التي تستطيع أن توجد لوحدها محافظة على جميع الخواص الكيمياوية للعنصر بحيث لو أننا جمعنا مليون ذرة على خط واحد فلن يتعدى طوله عقلة الإصبع وأن نقطة واحدة من قلم الرصاص على قطعة الورق تحوي ذرات أكثر عددا من عدد البشر على الأرض، وأن عدد الذرات المكونة لغرامين فقط من غاز الهيدروجين يساوي عدد حبات الرمل الموجودة في كيلومتر مكعب من الأرض. عند اتحاد هذه الذرات مع بعضها تكون الجزئيات إذ ترتبط بعضها مع بعض بواسطة أواصر قوية مختلفة الأنواع، وقد تم لحد الآن مشاهدة الجزيئة باستخدام المجهر الآيوني الذي يكبر لحده 5 مليون مرة.
وأما الذرة فقد كانت رؤيتها لحد وقت قريب حلما يراود العلماء، فاستمرت البحوث
______________________________
(1) د. مخلص الريس، د. علي موسى، (الكون والحياة من العدم حتى ظهور الإنسان)، ص 13، بتصرف.

الصفحة 5