كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

لعلنا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن جميع الدراسات الحديثة بعد الثورة الأنشتاينية وما تبع ذلك من إثباتات ماكسويل وغيرهم من عظماء الفيزياء الحديثة تعتمد في دراساتها بأن سرعة الضوء والموجات الكهرومغناطيسية هي السرعة القصوى في الكون، وظل مقدارها الانشتايني (299800 كم/ ثا) أي حوالي 300000 (كم/ ثا) حتى العام 1983 ميلادي حين أثبت أن المقدار المضبوط هو (299792485 (كم/ ثا)، إلا أن هذه الحقيقة هي أيضا ليست نهائية وباعتراف العلماء أنفسهم .. يقول إينشتاين في نسبيته أنك لو سرت بسرعة الضوء فإن كتلتك ستصبح هائلة وستتحول إلى طاقة، أما إذا سرت بأسرع من ذلك فإنك ستعود إلى الزمن الماضي ( Background Time). ودليل هذا من العلوم التطبيقية ما يلاحظ في اختبارات الأحلام والباراسايكولوجي في ما يسمى بالنوم العميق أو نوم الريم ( Rem Sleep) الذي تحدث فيه الأحلام، إذ أن الحالم يرى أحداث كثيرة جدا تستغرق ساعات طوال بل وحتى أيام بقياس زمننا الأرضي يراها خلال ثواني معدودات، كما وأن الدراسات التي أجريت بتقنية الخروج من الجسد في الباراسايكولوجي وما يعانيه صاحب التجربة من إرهاصات وأحداث موثقة علميا فتراه يرى شريطا كاملا لأحداث حياته خلال ثواني قليلة، فكيف يكون كل ذلك؟.
أثبتت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية أن جسيمات ألفا في الماء تسير بسرعة أكبر من الضوء وكذلك جسيمات الجاذبية المسماة علميا (كرافيتونات) هي أسرع من الضوء أيضا .. كما وأن هناك دراسات الآن تجرى على مادة الظلام في الكون والمسماة ( Dark Mater) لمعرفة إمكانية سريانها بسرعة أسرع من الضوء .. إذن هناك فعلا سرعة أكبر من الضوء وأن سرعة الضوء ليست السرعة المطلقة في الكون وعلوم الفيزياء.
إن من الثابت علميا أن عملية نقل الأجسام مكانيا يتطلب إلغاء الجسم من مكانه الأول واستحداثه في مكانه الجديد وهو يختلف عن النقل التلفازي الذي ينقل صورة الجسم وليس الجسم نفسه، ولكي يكون هذا بسرعة الضوء فيتطلب الأمر تحول المادة إلى طاقة ثم رجوعها مادة مرة ثانية فما بالك بسرع أكبر من سرعة الضوء «1».
______________________________
(1) د. خالد العبيدي، (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، دار المسيرة، عمان، ص 685.

الصفحة 56