كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

4. قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ولا فِي الْأَرْضِ وما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) (سبأ: 22).
5. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) (الزلزلة: 7).
6. ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (الزلزلة: 8).
7.* إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ والنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ومُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) (الأنعام: 95)
وجه الإعجاز:
إن التدبر البسيط والمعالجة العلمية الدقيقة للنصوص القرآنية التي ذكرت الذرة والنواة تصريحا أو تلميحا أو استنباطا بواسطة اللغة والتفاسير والأحاديث النبوية الشريفة يرينا بوضوح كيف أن القرآن الكريم سبق العلوم بوصف دقيق للذرة.
صحيح أن مفردة الذرة في لغة العرب لا تعني بالضرورة معنى الجزء الذي لا ينقسم كما فسرت علميا وكما يحتج البعض ممن تعجل الحكم، لكن المتدبر لألفاظها القرآنية وبيان وبلاغة ذكرها ومحل ورودها وتصاريفها اللغوية وإعرابها النحوي وعدد تكرارها ليعلم علم اليقين أن المقصود من مفرداتها ليس المعنى اللغوي وإنما المعنى الاصطلاحي لصغر الأشياء، وإنما ذكرت بهذا اللفظ للتعبير عن الصغر من جهة، ولحكمة من اللّه تعالى لما سيكون من أمر العلم لاحقا بعد عهد النزول بمئات السنين، وإليكم التفاصيل:
1 - الذرة ومثقالها لغة واصطلاحا وتفسيرا:
يقول اللّه تعالى ... لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ولا فِي الْأَرْضِ ولا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ ولا أَكْبَرُ ... ، قد يقول قائل أن الذرة في القرآن لا تعني الذرة بمفهومنا الحالي، فنقول وباللّه التوفيق:
تعرف الذرة في اللغة من أنها الهبأة أو النملة فقد جاء في مختار الصحاح ولسان العرب عنها (الذّرّ) جمع (ذرّة) وهي أصغر النمل ومنه سمي الرجل (ذرّا) وكنّي (أبو ذرّ). وقال أيضا: (المذري) خشبة ذات أطراف يذرى بها الطعام وتنقى بها الأكداس ومنه (ذرّي) تراب المعدن إذا طلب منه الذهب. و (الذرة) حب معروف .. والذرة هو النمل الأحمر وهو صغار النمل وقيل أنها رأس النملة وقيل أن مائة منها تزن حبة شعير،

الصفحة 58