كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

المضنية طيلة عشرات السنوات حتى اختراع المجهر الإلكتروني والأيوني ومن ثم مجهر المسح السطحي الذي أتاح اختراعه اقتحام ما يعرف بالفضاء المجهري أو النانومتري (نسبة للنانومتر وهو جزء من المليون من المتر)، إذ يتكون هذا المجهر من إبرة نانومترية تسلط إشعاعا على حزم الذرات ليتحسسها ومن ثم يعرضها على شاشة خاصة. وقد تمكن العلماء اليابانيون من رؤية وتصوير ذرات الذهب والكالسيوم والكبريت، بل وحتى تصوير لذرات تتحد لتشكل جزيئة. بل وتعدى الأمر إلى تمكن العلماء من التحكم بهذه الذرات واصطيادها لكتابة حروف باستخدامها كما حصل مع كتابة حروف شركة ( IBM) المعروفة، كما واكتشفوا أن هذه الذرات المعروضة على الشاشة تتأثر بتصفيق اليد للجالس أمام الكومبيوتر، فقالوا أن التناغم بيننا وبين كل ذرات الكون شيء يدفع للعجب. والعجيب في الأمر أن العلماء عند ما شخصوا الذرة عند رؤيتها للمرة الأولى وجدوها بشكل عناقيد سموها العناقيد الذرية، وهي تشبه بل تتطابق مع شكل العناقيد المجرية في الكون عند رؤيتها بالمرقاب، وهذا هو طابع التوحيد في الخلق الدال على وحدته وجلال خالقه الواحد الأحد .. ويبدو أن التقنيات الحديثة كتقنية النانو ستحول مفاهيمنا الحالية للاستفادة من التطبيقات الذرية إلى واقع ملموس مستقبلا خصوصا بعد تمكن العلماء من الاستفادة من هذه التقنيات بشكل كامل، وعموما فإننا نحس بوجود هذه الذرات من تأثيرها في أجسامنا وما حولنا من بيئة وكون دون الحاجة لرؤيتها ..
تقسم الذرة إلى نواة فيها النيوكلونات (نيوترونات ذي الشحنة المتعادلة+ بروتونات ذي الشحنة الموجبة)، وأغلفة أو مدارات تدور فيها الإلكترونات ذي الشحنة السالبة وهي المسئولة عن جميع العمليات الكيميائية التي تحدثها الذرة، وتم مؤخرا تقسيم النيوترون إلى كواركات ومن ثم إلى أوتار، وسيظل العلم بتطوره يقسم الذرة حتى يصل إلى الأصل الأول للمادة وهو الطاقة وهو ما لا يختلف عليه اثنين من العلماء. وأدناه اختصار المراحل التأريخية لمفهوم الذرة:
1. العصر اليوناني: الذرة كرة معتمة صغيرة جدا لا تقبل التجزئة فكلمة ( atom) تعني باللاتينية الجسم الذي لا ينقسم. ولقد افترض الفلاسفة الإغريق ديمقراطس وليوسيبوس منذ 300 - 400 سنة قبل الميلاد أنه إذا شطر الشيء نصفان، ثم شطر كل منهما شطران آخران، وهكذا مرات ومرات، فإننا سنحصل في النهاية على الوحدة البنائية الأساسية في المادة وقد سموها الذرة ( atom) أي الجوهر الذي لا يمكن تجزئته إلى أجزاء أصغر. ثم جاء أفلاطون وهو من فلاسفة الإغريق المتأخرين ونسف نظرية توافق الأعداد

الصفحة 6