كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

والنيوترونات، ومن ثم مرحلة الدقائق الطاقية فقط مثل الكواركات والأوتار، واللّه أعلم.
2 - 7. الإشارة القرآنية في أن المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة:
اللفظ القرآني (مثقال ذرة) يشير بوضوح إلى وحدة المادة - المادة تعرف بكتلتها أو ثقلها - ، وكذلك تعرف بأصغر دقيقة فيها وهي الذرة. كما ويشير اللفظ القرآني إلى الطافة التي تتركب منها دقائق الذرة، فهو يشير إذن إلى المادة والطاقة معا. وهنا نذكر أن العالم دي بروجلي نال جائزة نوبل لأبحاثه في هذا المجال عام 1929 م «1».
2 - 8. الإشارة القرآنية في إمكانية تحول المادة إلى الطاقة وبالعكس:
أشار القرآن الكريم بآيات تصريحية واضحة إلى أن المادة والطاقة يتحول كل منهما إلى الآخر، والعرض التالي يوضح ذلك بالتفصيل:
* خلق اللّه الملائكة من نور - وهو طاقة - ، والجن من مارج نار والمارج هو خلاصة الدخان الأسود الذي يخرج من القنديل - وهو طاقة أيضا ولكنه أكثف من الحالة الأولى أي أقل شحنة وأقل سرعة - والإنس من طين مادي وهذا موضح في آيات كثيرات وفي أحاديث شريفة عديدة. يقول اللّه تعالى: ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) والْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (27) (الحجر: 26 - 27) ..
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم: (حدّثنا محمّد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدّثنا عبد الرّزّاق أخبرنا معمر عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجانّ من مارج من نار وخلق آدم ممّا وصف لكم) «2».
* طاقة نور الملائكة هي واللّه أعلم طاقة الضوء وهي في التعريف العلمي تسمى فوتونات، وكما عرفنا أن طاقة الفوتون عالية جدا، بينما طاقة النار على اختلاف أشكالها ودرجاتها الحرارية المعتمدة أصلا على نوع المادة المحروقة ونوع التفاعل وظروفه أقل بكثير من طاقة الفوتون إلا أنها بالتأكيد أعلى من طاقة الدقيقة المادية في الذرة المستقرة كيميائيا، فالاحتراق علميا هو عملية هدم الذرات وتحولها إلى طاقة حرارية.
______________________________
(1) د. كارم السيد غنيم، (الإشارات العلمية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق)، بتصرف.
(2) رقم الحديث 5314 - باب الزهد والرقائق - ، وفي مسند أحمد باقي مسند الأنصار برقم (24038، 24186)

الصفحة 66