كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (44) (الإسراء: 44). وهناك أحاديث تؤكد سماع الصحابة لتسبيح الحصى بيد النبي صلى اللّه عليه وسلم، فإذا استطاع الإنسان من تحويل المواد إلى أشرطة مغناطيسية وأقراص ليزرية تسجل الأصوات، فكيف يمكن لنا أن نقول أن هذا غير ممكن لخالق الإنسان، فهل يتمكن المخلوق من خلق شيء ويعجز خالقه من خلق نفس الشيء؟، ما لكم كيف تحكمون؟.
ويقول تعالى ويَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأَبْصارُهُمْ وجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (20) وقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) (فصلت: 19 - 21). في هذه الآيات المباركات يقف الإنسان عاجزا عن الوصف لهول الموقف، أجزاء من جسمه من غير اللسان تنطق وتتحدث، اللّه تعالى أنطقها وهو سبحانه قد أنطق كل شيء .. ذرات الحصى وتسبح، بل أن كل شيء يسبح ولكن لا نسمع ولا نفقه، أ ليس هذا دليل قرآني على النافذة السمعية للإنسان وأن كل شيء يتحرك وله اهتزاز ولكننا لا نسمعه من جهة، وأنه يمكن أن نسمع كل هذا في ظروف معينة من جهة أخرى. وهذا كله أثبت في مختبرات الأصوات حديثا.
2 - 12. الدليل القرآني في إمكانية تحول طاقة الصوت القليلة إلى طاقة مدمرة:
يقول اللّه تعالى فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (78)، (الأعراف: 77 - 78)، وفي نفس الموضوع يقول اللّه تعالى في سورة هود (66 - 67) جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ومِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (67).
لو تدبرنا الآيات المباركات للاحظنا أن القرآن الكريم سبق التشخيص العلمي الحديث فأشر حقيقتين علميتين أساسيتين:
1 - الآيتان في قصة قوم سيدنا صالح عليه السلام، ففي الأولى كان التعبير (رجفة)، وفي الثانية (صيحة)، أي أن هناك بلاغة قرآنية في تعبير لفظي يخص ظاهرة واحدة وهي صوت مدو عال جدا أدى إلى كل هذه الأهوال.
2 - الرجفة للأرض تكون بسبب الصوت المدوي وهو ما يلاحظ عند التفجيرات

الصفحة 69