كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

إن تتابع الأحداث فيها هو نفسه ما رأيناه في سقوط الجسر (اهتزاز - تشوهات - رنين - صعود ونزول هائلين ثم دك وسقوط سريع)، والآية تذكر ذلك بالضبط (نفخ في الصور الذي هو بوق من نور - اهتزازات صوتية منقولة خلال وسط أو محمولة على موجات كهرومغناطيسية - تشوهات وحصول الرنين بحيث تحمل الأرض والجبال صعودا ونزولا والأرض هنا ليست الكرة الأرضية وإنما هي الأرض المنبسطة لأن المعطوف ليس من جنس المعطوف عليه - دك) .. فكما رأينا أن الصوت يعتمد على مركز الهزة وشدة التردد والوسط الناقل، فمركز الهزة هنا هو الكون كله وشدتها لا تقارن بشيء والوسط الناقل هو مادة الكون كله، وحيث أن علم الفلك أثبت أن الكون عبارة عن بالون كبير وجميع الأجرام والأفلاك والمجرات موجودة على سطحه الخارجي وكل ما بداخله هو مادة الكون المسماة مادة الظلام البارد التي ذكرناها في بداية الفصل، فإن هذا البوق النوراني يكون على محيط هذا الفراغ الهائل الحجم فيبعث بموجاته عبره فإذا كان هذا الفراغ ماديا أي يتكون من أية مادة معروفة فإن الصوت ينتقل عبره أما إذا كان فراغا بحتا فإن الصوت ينتقل عبر المساحة السطحية لبالونة الكون، وهذه المواد ذات طبيعة مختلفة بحيث أنها تنقل الموجات ولا تتمدد بالحرارة. وحيث أن الصور هو بوق من نور، والآن أثبت علميا أن الصوت يحمل على موجات النور بموجات كهرومغناطيسية، فعند ما ينفخ في الصور يتولد الصوت ويرسل محمولا على النور لهذا نسمع الإذاعة بسرعة الموجة الراديوية أو الكهرومغناطيسية عند ما يحصل الرنين، واللّه أعلم.
ولقد وردت كلمة النفخ بالصيغ المبينة كذلك في سور كريمة أخرى مثلا: الكهف 99، ق 20، الأنعام 73، النمل 87، الحاقة 13، وغيرها من الآيات المباركة الأخرى كما وصرح القرآن الكريم بالنفخ والصعق بتعابير لفظية أخرى، فمثلا: ومِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ والْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)، (الروم: 25) .. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) (القمر: 6) ..
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) (ق) إذا تدبرنا الآيات (13 - 18) من سورة الحاقة نلاحظ: فَإِذا نُفِخَ فِي
______________________________
وعرضنا بعض تفاصيلها في البرنامج الإعجازي (آيات وحوار) الذي عرضته قناة ( ART).

الصفحة 71