كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

فما بالك ببوق قطره كقطر السماوات الهائلة الحجم فإنه بالتأكيد سيؤدي إلى اهتزازات صوتية عالية الشدة وبمديات موجية مختلفة تحوي بداخلها كل قيم إن نسبة قطر الكون إلى قطر البوق العادي يمكن حسابها من معرفة قطر الكون الذي قدره إينشتاين ب (6، 3* 10 23 كم) وعلى فرض قبول هذا الرقم فإن هذه النسبة ستكون بتقسيم ضعف هذا الرقم على قطر أكبر بوق ترددي معروف عالميا والذي لا يزيد عن 30 سم فستكون هذه النسبة مساوية إلى (4، 2* 10 28)، ومعلوم أن التردد للموجة الصوتية يتناسب طرديا مع قطر البوق فلك أن تتخيل كم سيكون تردد هذا البوق العظيم. وإذ إن النفخ سيكون ببوق كبير جدا ذا حجم هائل لو قدر لأكبر دولة متطورة صناعيا في العالم أن تصنع بوق لا يصل إلا إلى 1 إلى 10 - 20 من حجم البوق الذي سيحمله إسرافيل عليه السّلام وللّه المثل الأعلى ثم نفخت فيه لرجت الأرض رجا تمحيها وتمحي كل أثر للوجود فيها بسبب الاهتزازات الهائلة التي ستصدر من هذا البوق.
التردد الطبيعي لجميع مواد الكون مما يستثيرها ويستحثها على الاهتزاز والحركة الشديدة والارتجاج استجابة لأمر اللّه تعالى فيحصل بها الرنين ثم تتبع ذلك الحركات الشديدة والهائلة لجميع موجودات الكون ثم ظواهر أخرى كالزلازل والانفجارات الكونية وغيرها.
لنتدبر قول اللّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النَّاسَ سُكارى وما هُمْ بِسُكارى ولكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) (الحج) .. إذن هذا ما يحصل فعلا إذ كيف يمكن أن تكون الحالة وكل شيء حولك يهتز، هذا الاهتزاز الذي لا يشبهه شيء من الاهتزازات التي نراها أمامنا لا من عصف ناتج من انفجار صاروخ أو قنبلة ذرية وما إلى ذلك من قياساتنا الدنيوية بل أن الحالة لا يوجد بها مقارنة إلا لأغراض التحسس والتلمس وتقريب الصورة فقط ..
2 - 13. الدليل القرآني فيما هو أكبر من الذرات وهي الجزيئات والمواد:
قوله تعالى (وَلا أَكْبَرَ) يوضح التفاصيل والتقسيمات العلمية لما هو أكبر من الذرة، ويدخل في هذا التفصيل مرحلة الجزئيات والتراكيب الجزيئية والعناصر والمواد في حالة الأكبر، واللّه أعلم.

الصفحة 73