كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

شيئا للصورة التي أشار إليها القرآن الكريم «1».
وهذا يعني علميا تركيز الضوء من حالة إلى حالة حتى وصوله إلى أقوى الحالات وأكثرها إشعاعا وتركيزا، وهي الفكرة الأساسية لليزر الذي يعتمد على تركيز الضوء، فالكلمة ( LASER) التي هي اختصار
Light Amplification by Simulated Emission of Radiation
) تعني بالعربية تضخيم الضوء بابتعاث الإشعاع المنشط «2»، فسبحان من جعل نوره سراجا وضياءه يضيء الصدور والأبصار والعقول، ورحمة لأولي الألباب.
مكنتنا تقنية الليزر وهندسة الضوء الحديثة من تشكيل أجسام ضوئية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، فهي ضوئية وليست مادية إلا أن ناظرها يعتقد أنها حقيقية، وحيث إن بصرنا محدود بنافذة بصرية معرفة علميا (كما سنرى في الفصل الثالث من الباب الثالث) فإننا ندرك هذه الأنوار والأشكال الضوئية ضمن حدود هذه النافذة، وأما ما وراءها فلا يدرك ولا يحس .. فما بالنا إذا ذكر هذا الأمر صدقناه، وإذا ذكرت الأجسام النورانية الملائكية والأجسام النارية الشيطانية التي ذكرت في القرآن الكريم مرارا والتي لا تدركها أبصارنا قال بعضنا هذا من علم الغيب فلا جزم فيه، وقال آخرون هذه أساطير، وأفتى آخرون أن الدين خرافة ولا يصدقه عقل، وقال غيرهم، وقال غيرهم: ... ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) (التوبة: 30).
وتقام ومنذ سنوات عديدة في جميع أنحاء العالم بحوث حول تأثير القرآن الكريم والدعاء والذكر على سلوك الإنسان وحيويته ونشاطه وطاقته. ومن أهم هذه البحوث ما توصل إليه فريق علمي مصري برئاسة الدكتور المهندس المعماري إبراهيم كريم، الذي يقوم بدراسة تنظيم طاقة الإنسان بما يوفر أفضل راحة نفسية له وباستخدام تقنيات وأجهزة ومختبرات متطورة. بدء البحث أولا بتأثير الأشكال والألوان وما شاكلها على راحة الإنسان ومن ثم نشاطه وطاقته ثم استمر باختراع جهاز صغير (إيقونة) تلبس في
______________________________
(1) نظرة علمية للكتب السماوية، د. فاروق العبدلي، ص 120 - 121 بتصرف.
(2) قاموس المصطلحات الفنية، ص 335.

الصفحة 90