كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 2)

فاللّه تعالى قد فلق كل شيء من الذرة إلى الأكوان، فأبعدها عن بعضها فأبقى العالم المحسوس وأخفى العالم المضاد، ولو يأتينا شيء من هذا العالم لتدمرنا بفعل التقاء الضديدين وحصول الإبادة، واللّه أعلم. وتأمل بسيط بالطاقة الناتجة من إبادة شخص مع ضده تنبئك أخي الكريم بهول الأمر، لأن إبادة 1 بروتون تعطيك 982 مليون إلكترون فولت من الطاقة، وعليه فإن طاقة الإبادة لشخص من عالمنا مع ضديده من العالم المخفي تقدر ب 2200 قنبلة ذرية .. نعم، ولك أن تتخيل الأمر، فسبحان اللّه القوي العزيز.
إذن كل شيء على شكل أزواج من الذرة حتى المجرة سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ومِنْ أَنْفُسِهِمْ ومِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36) (يس: 36) ..
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ والْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (12) (الزخرف:
12) .. وخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) (النبأ: 8) .. ومِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) (الذاريات: 49).
وقد يقول قائل هناك من أصناف الأحياء في النبات والحيوان أصناف أحادية الجنس، أي تحوي في داخلها أعضاء الذكورة والأنوثة معا، فما تعليل ذلك؟. الجواب في تعريف الزوجية نفسه، فالزوج الجنسي هنا بدل أن يكون في مكانين مختلفين عند الأنثى والذكر، تراه متواجد في مكان واحد هو هذا النوع أو ذاك من أصناف النباتات أو الحشرات.
أما بقية أصناف الزوجية فالأمثلة عليها كثيرة بل وأكثر من أن تذكر، فكل شيء زوج، وصفة الزوجية تلازم الوجود بأسره إلا خالق الوجود ومبدعه ومكونه تبارك عما يصفون من الزوج والوالد، فهو تعالى عن النظير والضديد والمثيل لأنه فاطِرُ السَّماواتِ والْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ومِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) (الشورى: 11) .. قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) (الإخلاص).
فهل من دليل بعد الذي ذكرنا من أدلة؟!، فسبحان من له ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.

الصفحة 97