كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 2)

عَنْهَا، ثمَّ أَمر لي فِي ذَلِك الْوَقْت، أَن تحمل إِلَيّ أرزاق ثَلَاثَة أشهر، فَمَا صليت الصُّبْح حَتَّى حمل إِلَيّ اثْنَان وَأَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم، وَأخذ فِي تجهيز العسكرين.
قَالَ: وَبعث إِلَيّ الْفضل بفرس من دوابه وَأَمرَنِي أَن أبْعث بِهِ إِلَى نعيم بن خازم، وأعلمه أَنه خصّه بِهِ، وَأَنه من خيله الَّتِي يركبهَا، فوجهت بِهِ إِلَى نعيم بن خازم، فأظهر السرُور والابتهاج بذلك، والتعظيم لَهُ، ووهب لغلامي عشرَة آلَاف دِرْهَم، وَبعث إِلَيّ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم.
فَكتبت بذلك إِلَى الْفضل، فَكتب على رقعتي: أردد على نعيم مَا بعث بِهِ إِلَيْك، وَمَا وهب لغلامك، واقبض لنَفسك عوضا مِنْهُ، مائَة وَعشْرين ألف دِرْهَم.
ثمَّ أَمر بعد أَيَّام لدينار، بِسبع مائَة ألف دِرْهَم صلَة ومعونة، ولنعيم بن خازم بِخمْس مائَة ألف دِرْهَم، فَبعثت بهَا إِلَيْهِمَا، فَبعث إِلَيّ كل وَاحِد مِنْهُمَا بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم.
فَكتبت إِلَى الْفضل رقْعَة، فأعلمته فِيهَا بِمَا فعلاه، فَوَقع على ظهرهَا: اقبل من دِينَار مَا بعث بِهِ إِلَيْك، واردد إِلَى نعيم مَا بعث بِهِ، واقبض لنَفسك عوضا من ذَلِك مائَة ألف دِرْهَم.
قَالَ: وسرنا عَن مرو، فَلَمَّا صرنا فِي الطَّرِيق، ورد عَليّ كتاب الْفضل، يَأْمُرنِي فِيهِ، أَن أحمل إِلَى دِينَار ألف ألف دِرْهَم وَخمْس مائَة ألف دِرْهَم، وَإِلَى نعيم ألف ألف دِرْهَم، فَفعلت، فَحمل إِلَيّ دِينَار مائَة ألف دِرْهَم، وَخمسين ألف دِرْهَم، وَبعث إِلَيّ نعيم مائَة ألف دِرْهَم، فَقبلت من دِينَار مَا بعث بِهِ، ورددت على نعيم مَا بعث بِهِ، حَسْبَمَا حد لي فِي رقعتي الأولى وَالثَّانيَِة، وَلم أكتب بالْخبر فِي ذَلِك إِلَى الْفضل، لِئَلَّا يتَوَهَّم عَليّ استدعاء الْعِوَض، وَكتب لَهُ بذلك صَاحب خبر، كَانَ لَهُ فِي السِّرّ علينا، فَوَقع على ظهر كِتَابه إِلَيّ،

الصفحة 349