كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 2)

الْوَزير عَليّ بن عِيسَى يَقُول: لَيْتَني تمنيت الْمَغْفِرَة
حَدثنِي أَبُو سهل بن زِيَاد الْقطَّان، صَاحب عَليّ بن عِيسَى، قَالَ: كنت مَعَ عَليّ بن عِيسَى بِمَكَّة، حِين نفي إِلَيْهَا، فَدَخَلْنَا فِي حر شَدِيد، وَقد كدنا نتلف، فَطَافَ عَليّ بن عِيسَى، وسعى، وَجَاء فألفى نَفسه كالميت من الْحر والتعب، وقلق قلقا شَدِيدا.
وَقَالَ: أشتهي على الله عز وَجل، شربة مَاء بثلج.
فَقلت لَهُ: يَا سيدنَا، تعلم أَن هَذَا مَا لَا يُوجد بِهَذَا الْمَكَان.
فَقَالَ: هُوَ كَمَا قلت، وَلَكِن نَفسِي ضَاقَتْ عَن ستر هَذَا، فاستروحت إِلَى المنى.
قَالَ: وَخرجت من عِنْده، فَرَجَعت إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام، فَمَا استقررت

الصفحة 378