كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (اسم الجزء: 2)

بِأَن يغل، وَكنت أتغدى، فَلَمَّا غسلت يَدي، تندمت، وتحوبت، فَكتبت بِأَن يحل الغل عَنهُ إِن كَانَ قد غل، فوصل الْكتاب الأول فعل، وَوصل الْكتاب الثَّانِي بعد ساعتين، فَحل عَنهُ، على مَا كتبت بِهِ.
فَلَمَّا مَضَت أَربع سَاعَات، إِذا بِصَوْت غلْمَان مجتازين فِي الْمَمَر الَّذِي فِيهِ الْحُجْرَة الَّتِي أَنا مَحْبُوس فِيهَا، فَقَالَ لي الخدم الموكلون بِي: هَذَا بدر الحرمي، وَهُوَ لَك صَنِيعَة.
فاستغثت بِهِ، وَصحت: يَا أَبَا الْخَيْر، ألله، ألله، فيَّ، لي عَلَيْك حُقُوق، وَقد ترى حَالي، وَالْمَوْت أسهل مِمَّا أَنا فِيهِ، فتخاطب السَّادة فِي أَمْرِي، وتذكرهم حرمتي، وخدمتي فِي تثبيت دولتهم، إِذْ خذلهم النَّاس، وافتتاحي الْبلدَانِ المنغلقة وإثارتي الْأَمْوَال المنكسرة، فَإِن كَانَ ذَنبي يُوجب الْقَتْل، فالسيف أروح لي، فَرجع، فَدخل إِلَيْهِم، فخاطبهم ورققهم، وَلم يبرح حَتَّى أمروا بِأخذ حديدي، وإدخالي الْحمام، وَأخذ شعري، وتغيير لباسي، وتسليمي إِلَى زَيْدَانَ، وترفيهي

الصفحة 48