كتاب التمهيد في أصول الفقه (اسم الجزء: 2)

٥٥٥ - احتج الخصم بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}.
الجواب عنه: أن المراد (بذلك) أن كل واحد من المؤمنين أخ لصاحبه، فأصلحوا بين كل أخ قاتل أخاه، ويحتمل أن (يراد) بالأخوين الطائفتين والقبيلتين، قال الشاعر:
فالحق بحلفك في قضاعة إنما ... قيس عليك وخندف أخوان
فسمى القبيلتين أخوين.
٥٥٦ - واحتج بقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فأضاف القتال إليهم بلفظ الجمع.
الجواب: أن الطائفة عبارة عن الجماعة بدليل قوله تعالى: {وَلْتَاتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ}.
٥٥٧ - واحتج بقوله تعالى لموسى وهارون: {فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} ولم يقل معكما.
الجواب: أن أرادهما ومن (تبعهما) من المؤمنين.

الصفحة 61