كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

هي النخلةُ الطويلةُ - قال بعضُ العلماءِ: ذَكَرَ الدانيةَ لأَنَّ النعمةَ بها أَتَمُّ؛ لأن ثمرَها يوجدُ بلا تعبٍ ولا كُلْفَةٍ. بخلافِ السَّحُوقِ فإنها لابد مِنْ أن يُصْعَدَ عليها (¬1).
وقال بعضُ العلماءِ: هنا حَذَفَ الواوَ وما عَطَفَتْ عليه: وَمِنَ النخلِ مِنْ طَلْعِهَا قنوانٌ دانيةٌ وسَحُوق (¬2). أي: نَخْلٌ طوَالٌ.
وقولُه: {قِنْوَانٌ} مبتدأٌ، خبرُه الجارُّ والمجرورُ قَبْلَهُ (¬3).
وقولُه: {مِنْ طَلْعِهَا} بدلٌ من قولِه: {وَمِنَ النَّخْلِ} (¬4).
و {قِنْوَانٌ} في مَحَلِّ مبتدأٍ، و {دَانِيَةٌ} نعتٌ له.
والخبرُ قولُه: {وَمِنَ النَّخْلِ} (¬5).
وقولُه: {مِنْ طَلْعِهَا} جارُّ ومجرورٌ مُبْدَلٌ من الجارِّ والمجرورِ قَبْلَهُ، وهذا معروفٌ.
وقولُه: {وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ} جماهيرُ القراءِ قَرَؤُوا: {وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ} (¬6) هو معطوفٌ على قولِه: {نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} مِنْ عَطْفِ الخاصِّ على العَامِّ (¬7). أي: فَأَخْرَجْنَا به نباتَ كُلِّ شيءٍ، وَأَخْرَجْنَا به
¬_________
(¬1) انظر: القرطبي (7/ 48)، البحر المحيط (4/ 189).
(¬2) السابق.
(¬3) انظر: القرطبي (7/ 48)، البحر المحيط (4/ 189)، الدر المصون (5/ 69).
(¬4) انظر: البحر المحيط (4/ 189، 190)، الدر المصون (5/ 69).
(¬5) انظر: القرطبي (7/ 48)، البحر المحيط (4/ 190)، الدر المصون (5/ 69).
(¬6) تقدمت هذه القراءة قريبًا، وأشرت هناك إلى القراءة الأخرى، وهي برفع (جنات).
(¬7) انظر: البحر المحيط (4/ 190)، الدر المصون (5/ 75).

الصفحة 26