كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

الأفعالَ، وكانت قدرتُه بهذه المثابةِ من العظمةِ هو المعبودُ وحدَه جل وعلا.
{وهُوَ} - جل وعلا - {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام: الآية 102] أصلُ الوكيلِ: هو الذي تُفَوَّضُ إليه الأمورُ وتُسْنَدُ؛ ليجلبَ المصالحَ فيها، ويدفعَ المضارَّ، وهو (جل وعلا) هو الوكيلُ بكلِّ شيءٍ، الذي كُلُّ شيءٍ بيدِه، تُفَوَّضُ أمورُ كُلِّ شيءٍ إليه، يفعلُ فيها ما يشاءُ (جل وعلا). هذا الذي هذه صفاتُه هو الذي يستحقُّ أن يُعْبَدَ جل وعلا.
[13/أ] /قال تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: آية 103].
استدلَّ المعتزلةُ بهذه الآيةِ الكريمةِ على أن اللَّهَ لاَ يُرى بالأبصارِ. واستدلالُهم بهذه الآية على ذلك بَاطِلٌ (¬1).
وَاعْلَمُوا أَوَّلاً: أن التحقيقَ في رؤيةِ اللَّهِ بعينِ الرأسِ أنها يُنْظَرُ إليها بِنَظَرَيْنِ:
أحدُهما: النظرُ إليها بالحكمِ العقليِّ.
والثاني: النظرُ إليها بالحكمِ الشرعيِّ.
أما رؤيةُ اللَّهِ بالنظرِ إلى حكمِ العقلِ: فَهِيَ جائزةٌ في الدنيا، وجائزةٌ في الآخرةِ.
¬_________
(¬1) انظر: ابن جرير (12/ 16 - 18، 20 - 22)، الشريعة للآجري 251 فما بعدها. اللالكائي (3/ 454) فما بعدها، ابن كثير (2/ 161)، شرح العقيدة الطحاوية 212. وللدارقطني في الرؤية كتاب مفرد وهو مطبوع.

الصفحة 46