كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

عبادة بن الصامت، إلا أن الجمهور الذين قالوا: إن قتله ليس بكفر، قالوا: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاهُ كُفْراً، ولَكِنَّهُ قد يجيء في الشرع تسمية أشياء بالكفر وليست بمُخْرِجَة عن الإسلام، كقوله: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (¬1) والمراد: أنه ليس بكفر حقيقي، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنِّي رَأَيْتُ النَّارَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بِكُفْرِهِنَّ» هذا ثابت في الصحيح. فلما استُفسر عن كفرهن، قال: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ» (¬2)
واسْتَدَلوا بعموم الآيات،
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري في الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، حديث رقم: (48)، (1/ 110)، وأخرجه في موضعين آخرين، انظر الحديث: (6044، 7076)، ومسلم في الإيمان، باب بيان قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» حديث رقم: (64)، (1/ 81).
(¬2) روى هذا الحديث جماعة من الصحابة (رضي الله عنهم) منهم:
1 - ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بنقصان الطاعات، حديث رقم (79)، (1/ 86).
2 - أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) عند البخاري في كتاب الحيض، باب: ترك الحائض الصوم، حديث رقم: (304)، (1/ 405)، وأخرجه في مواضع أخرى، انظر الأحاديث: (1462، 1951، 2658)، ومسلم في صلاة العيدين، حديث رقم: (889)، (2/ 605).
وراجع في حديث أبي سعيد أيضاً: البخاري، الأحاديث: (101، 1249، 7310)، ومسلم حديث رقم: (2633).
3 - زينب امرأة ابن مسعود عند الترمذي في الزكاة، باب ما جاء في زكاة الحُلِي، حديث رقم: (635، 636)، (3/ 19).

وأصله في الصحيحين: البخاري في الزكاة، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر، حديث رقم: (1466)، (3/ 328)، ومسلم في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، حديث رقم: (1000)، (2/ 694).

الصفحة 494