كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

المذكورة حالَ بينها وبين المعمول أجنبيّ، والمعنى متقارب، والمعنى: كأنه يقول: يا كفار مكة: أنزلنا هذا الكتاب المبارك بلغتكم وبلسانكم كراهة أن تتعللوا بعلل فاسدة، وأن تقولوا: {إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ} وهم: اليهود والنصارى، وكتاب اليهود: التوراة، وكتاب النصارى: الإنجيل.
{وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ} لأن الطائفتين كلاهما جماعة وخلق (¬1)، فقال: {عَن دِرَاسَتِهِمْ} ولم يقل: عن دراستهما.
{غَافِلِينَ} وإنما غفلنا عنها؛ لأن لسان هؤلاء أعجمي، ولساننا عربي، ولا نفهم كلامهم، ولا يفهمون كلامنا، فلو أردنا أن نعرف منه أوامر الله ما قدرنا؛ لأنه ليس بلغتنا ولا بلساننا، ولا نفهم ما يقول أهله، ولا يفهمون ما نقول، يعني: كراهة أن تقولوا هذه الدعوى، وتعتلوا هذا الاعتلال أنزلنا عليكم كتاباً سماويّاً واضحاً بلغتكم، لنقطع هذا العذر؛ أي: أنزلناه لئلا تقولوا، أو: كراهة أن تقولوا: {إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا} اليهود، وهو: التوراة، والنصارى، وهو: الإنجيل.
{وَإِن كُنَّا} (إن) هي المخففة من الثقيلة (¬2)، وهي هنا مهملة لا عمل لها.
واللام في قوله: {لَغَافِلِينَ} لام الفرق، الفارقة بين (إنْ) المخففة من الثقيلة، و (إن) النافية (¬3)، وكونهم غافلين عنها
¬_________
(¬1) انظر: البحر المحيط (4/ 257).
(¬2) انظر: البحر المحيط (4/ 257)، الدر المصون (5/ 230).
(¬3) انظر: البحر المحيط (4/ 257)، الدر المصون (5/ 230 - 231)، الكليات ص 783.

الصفحة 554