كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

هذه صفات المعاني السبعة، الذي يقر بها من ينكر أكثر الصفات الوجودية غيرها، وهي عندهم: القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام. جاءت في القرآن.
هذا السمع والبصر يقول الله فيه عن نفسه: {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: آية 75] في وَصْف نفسه وَصَف نفسه بأنه سميعٌ بصير، ووَصَف بعض خلقه أيضاً بالسمع والبصر، قال: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} [مريم: آية 38] وقال: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)} [الإنسان: آية 2] ولا شك أن لله سمعاً وبصراً حقيقيين لائقين بكماله وجلاله، وللمخلوق سمع وبصر حقيقيان مناسبان لعجزه وفنائه وافتقاره، وبين سمع الخالق وبصره وسمع المخلوق وبصره من المنافاة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
وقال (جل وعلا) في وصف نفسه بالحياة: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: آية 255]، {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: آية 58]، {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [غافر: آية 65].
ووصف بعض خلقه بالحياة، قال: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15)} [مريم: آية 15]، {وَجَعَلْنَا مِنَ المَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: آية 30]، {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: آية 31].
فنحن نقطع أن لله حياة عظيمة حقيقية لائقة بكماله وجلاله، وللمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين الصفة والصفة من المنافاة كمثل ما بين الذات والذات.

الصفحة 567